لم يعد الإعلام الفضائي مجرد أداة تأثير على الرأي العام فحسب، بل هو اليوم الأداة الأقوى لتغيير الرأي العام، وصناعة ثقافته وقيمه وثوابته أيضا، وهو - إلى جانب ذلك - أداة فاعلة لخطاب "الآخرين" وتوجيه الرسائل إليهم بلغتهم، وأساليبهم، وثقافتهم. من هنا جاء برنامج "العربية للجميع" ليقدم هذه المنتجات التي تفتقد لها الساحة اليوم ويزداد الطلب عليها باستمرار، وهو في هذا السياق يتبنى الأسس النظرية الأكاديمية المعتمدة في تعليم اللغة، ويبدأ من حيث انتهى الآخرون في تعليم اللغات لغير أهلها، ويقوم على أساس التعليم المنهجي الذي يمكّن المتعلم - بعد إتمام دراسته - من التحدث بالعربية، ويعطيه كافة المفاتيح التي يحتاجها ليواصل التعمق في اللغة العربية بنفسه. * المنهجية العلمية السليمة: حرص برنامج "العربية للجميع" منذ بداياته على أن يستفيد من النظريات والأساليب والمناهج العلمية الموجودة في السوق، ثم استطاع فريق المتخصصين القائمين عليه أن يوجد مرجعية خاصة ومؤصلة في هذا الباب، يتم تحكيمها في كل ما يصدر عن البرنامج من منتجات تعليمية مقروءة أو مسموعة أو مرئية، وهذا ما يزيد من الاطمئنان بإذن الله لجودة وقوة البرامج التي سيتولى فريق "العربية للجميع" إنتاجها أو إعدادها أو الإشراف عليها لتظهر على الشاشة في صورة لائقة. * الكفايات والمهارات والعناصر التي يمكن تعليمها عبر الشاشة: يقوم برنامج العربية للجميع بتعليم عدد من الكفايات والمهارات والعناصر للملتحقين ببرامجه، وذلك حسب التفصيل التالي: • الكفايات: الكفاية اللغوية - الكفاية الثقافية - الكفاية الاتصالية. • المهارات: الاستماع - الكلام - القراءة - الكتابة. • العناصر: الأصوات - المفردات - التراكيب (القواعد). ومما هو معلوم أن الوسائل التعليمية تتفاوت في قدرتها على تعليم هذه الكفايات والمهارات والعناصر بحسب طبيعتها، فمثلا ترتفع قدرة الوسائل المسموعة في تعليم مهارتي الكلام والاستماع، بينما تنخفض في تعليم مهارتي القراءة والكتابة، وكذلك الشاشة التلفزيونية، فإن قدرتها على إيصال الرسالة التعليمية تتفاوت بحسب الكفايات والمهارات والعناصر التي يمكن تقديمها فيها، وهذا ما ينبغي أن يراعى تماما عند تحديد أهداف البرامج التي ستعرض على الشاشة. * الصعوبات التي تواجه تعليم اللغات عبر القنوات: إن خصوصية التعامل مع الصوت والصورة، والتي تتمتع بها الشاشة الفضية، تجعل المجال رحبا أمام الكثير من الأفكار والأساليب في تعليم اللغة عن طريقها، ولكنها في الوقت نفسه تحمل صعوبات كثيرة في هذا السياق، ومن أهمها: • صعوبة التواصل من طرف واحد: وذلك لأننا نفقد الوسيلة لمعرفة التغذية الراجعة، ومدى استجابة المتعلم لما يطرح أمامه من المادة العلمية، ولكننا - في سبيل التغلب على هذه الصعوبة - يمكننا أن نطور بعض الوسائل المساعدة، مثل الإنترنت، والهاتف. • عدم ضمان تلقي المادة بشكل متسلسل: وذلك لأن طبيعة تلقي الجمهور للرسالة التلفزيونية تعتمد على الوقت المتاح والظرف اليومي المناسب، مما يجعل تلقي المادة العلمية بترتيبها المنطقي، وتدرّجها الصحيح أمرا غير مضمون. • جمود المادة التعليمية عادة: المادة التعليمية جافة بطبعها، مما يضاعف الجهد المطلوب لتقديمها بشكل ماتع وشائق. • اختلاف بيئة التلقي: إن المادة التي تعرض على الشاشة، يشاهدها - في الوقت نفسه - جمهور في بيئات وظروف مختلفة، فمنهم من يعيش في بيئة تتحدث العربية، فالتفاعل بالنسبة له أسهل ممن يتلقى المادة نفسها في بيئة لا تتحدث العربية، وهكذا. • صعوبة الاسترجاع: وهذه الصعوبة تحد من قدرة المتعلم على الاستفادة من تكرار المادة ما لم يكن قد قام بتسجيلها، وهو في هذه الحالة قد خرج عن نطاق التلقي من التلفزيون، إلى التلقي من الفيديو. • صعوبة التعليم التام: إن الهدف الأساسي من تعليم اللغة بواسطة التلفاز، هو رفع المستوى اللغوي لدى المتلقي، وذلك باستثمار القدر القليل الموجود لديه عن اللغة التي يرغب بتعلمها، ومهما كانت هذه الأرضية ضعيفة، فإن علينا الاستفادة منها والبناء عليها، لرفع المستوى اللغوي، حتى وإن لم نستطع الوصول بها إلى التعليم التام. * الأساليب التعليمية التي يمكن اتباعها: إن تنويع الأساليب المتبعة في التعليم عبر الشاشة التلفزيونية، يساعد على توضيح المادة للمتلقي وجعلها أكثر متعة وتشويقا، كما يلبي الحاجات المتنوعة لدى الجمهور وما يفضلونه من أساليب العرض المختلفة. ومن الأساليب التي يمكن إتباعها في التعليم عبر الشاشة: • التعليم المباشر: وذلك بإيصال المعلومة بشكلها الواضح وبأقصر الطرق. (مثل الفواصل القصيرة). • التعليم غير المباشر: وذلك بتوظيف بعض القوالب التلفزيونية التي تقدم المادة التعليمية بطابع غير تعليمي (مثل: الدراما). • التعليم بالتسلية: وذلك بتقديم المعلومة بواسطة القوالب التلفزيونية التي تتميز بالإثارة والتشويق (مثل: المسابقات). • التكرار: وذلك باعتماد أسلوب التكرار لجميع المواد المعروضة، بهدف التقليل من مشكلة صعوبة الاسترجاع، وعدم التلقي بشكل متسلسل. • التعزيز: وذلك بتكرار المفردات والتراكيب التي يراد تعليمها في مختلف القوالب المتاحة. * الخدمات والمنتجات: بناء على ما تم ذكره سابقا، فإن برنامج العربية للجميع يستطيع تقديم خدمات ومنتجات متنوعة، تتوافق مع الرؤية المشتركة للقنوات الفضائية وغيرها في تعليم اللغة العربية، ونشر ثقافتها، وبثها للمشاهدين في كل مكان، وفيما يلي تفصيل هذه الخدمات والمنتجات: * المنتجات: تتنوع المنتجات التي يمكن تقديمها للقنوات الفضائية، بين أن تكون برامج جاهزة للبث، أو برامج إنتاج مشترك، تتولى فيها "العربية للجميع" الإعداد أو الإشراف حسب طبيعة البرنامج، ومتطلبات إنتاجه، وذلك كما يلي: * برامج جاهزة: ويمكننا تقديم المنتجات التالية بشكلها النهائي: - سلسلة الحلقات الدرامية: وهي عبارة عن 64 حلقة مدة كل حلقة 15-20 دقيقة، تغطي المستوى الأساسي في تعليم اللغة ومهاراتها، وذلك عبر المشاهد التمثيلية، والتدريبات والحوارات، وغيرها. - الفواصل التعليمية: وهي عبارة عن باقات غير محدودة، تضم كل باقة مجموعة متجانسة من الفواصل التي لا تزيد مدة كل منها على دقيقة واحدة، ويتم التركيز في كل باقة على إحدى عناصر أو مهارات اللغة، بحيث يمكن عرضها بشكل عشوائي، دون ارتباط بعضها ببعض. * الإنتاج المشترك: وهي البرامج التي تتولى فيها "العربية للجميع" الإعداد، أو الإشراف على بعض برامج تعليم العربية المنتجة في القنوات الفضائية، ومن هذه البرامج: • البرامج الطبيعية والوثائقية المترجمة باللغات الوسيطة: فيقوم المتخصصون بكتابة النصوص المناسبة للبرامج التعليمية الوثائقية لتناسب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، حيث يقوم المتخصصون بإعادة كتابة التعليق المصاحب لتلك الأفلام بما يتناسب مع الحاجة التعليمية، ثم يتم إلقاؤها بشكل هادئ، مع عرض ترجمة مكتوبة لمعاني الكلمات باللغات الوسيطة، كما يمكن إضافة بعض اللوحات التوضيحية لأهم المفردات التعليمية الواردة في التعليق، على شكل فواصل بينية، أو ختامية، مع إعادة نطقها مرة أخرى. • المسابقات التعليمية: وتختلف هذه المسابقات عن المسابقات التقليدية، بالتركيز على المادة العلمية، وجعلها محورا للأسئلة والمنافسات، مع المحافظة على أكبر قدر ممكن من الإثارة والتشويق والابتكار في فقرات المسابقة. • اختبارات لغوية ذاتية: يرغب كثير ممن لديهم مستوى معين من الإلمام بالعربية، قياس مستواهم اللغوي في مهارات اللغة المختلفة، ومن هنا نقوم بتصميم اختبار ذاتي يتصف بالصدق والثبات والتجدد، يمكن للمشاهد من خلاله معرفة مستواه في مهارات اللغة العربية، وكذلك مراقبة تطوره بإعادة هذا الاختبار بين فترة وأخرى.