نالت شبكة الإنترنت حضوراً قوياً على الساحة الإعلامية والتعليمية، فغدت من أسرع الوسائل نمواً سواء في الإعلام أو التعليم، فأصبحت تقوم - في أحيان كثيرة- بدور الإذاعة والتلفاز والسوق بل والمدرسة والجامعة في الوقت نفسه، والمسلمون جزء من هذا العالم تخاطبهم هذه الشبكة وتؤثر فيهم، وهي مفتوحة لهم إذا أرادوا الاستفادة منها. إن هذا الواقع التقني الجديد فتح لنا المجال للقيام بوضع برنامج "العربية للجميع" على هذه الشبكة بالصورة والصوت معاً (Multi-Media) لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وجعلها متاحة لجميع الناس في كل مكان، فيستطيع من أراد تعلم اللغة العربية أن يستفيد من هذا البرنامج وهو في منزله أو مكتبه أو مدرسته دون أن يلتحق بمعهد أو أن يشتري كتباً أو أن يُحضِرَ مدرساً، وذلك عن طريق هذه الشبكة العالمية. وإنجاز مثل هذا العمل يتطلب إعداداً علميا قويا للمادة التي ستطرح في الموقع لكي يقدم المشروع موقعاً قوياً، يتمكن كل من أراد الاستفادة منه أن يخرج بحصيلة مفيدة في اللغة العربية، مما يحتم علينا القيام بتأليف مناهج خاصة لما سيقدم في هذا الموقع. يضاف إلى ذلك أن موقعاً مثل هذا الموقع المتميز لابد أن يكون قوياً من الناحية الفنية، وذلك لضخامة المادة العلمية المحتواة فيه، ولاشتماله على صور وأصوات وكتابة سوياً، ومن المتوقع أن يكون البرنامج بعد اكتماله مشتملاً على دروس مختلفة لتعليم اللغة العربية ابتداءً من المستوى التمهيدي إلى المستويات المتقدمة. وسنحرص على تقديم الصوت والصورة بوضوح تام وذلك لحاجة العملية التعليمية إلى ذلك في ظل غياب المدرس. وما هذا الموقع الذي تشاهدونه إلا الخطوة الأولى لهذا المشروع العملاق.