يحتل تعليم اللغات الأجنبية في هذا العصر مساحة كبيرة؛ فالتنافس شديد بين الشعوب في نشر لغاتـها في العالم؛ ذلك أنّ اللغة تحمل ثقافة أصحابـها. والأمة التي تحترم نفسها ولغتها، تسعى جاهدة في تبنّي تطوير تعليم لغتها، واختيار أحسن وأنسب الأساليب والطرق لتحقيق ذلك، وتُعِدُّ معلميها إعداداً جيّداً ليجعلوا هذه اللغة تبدو سهلة وممتعة. والمعلم الذي لا يأخذ بالأساليب المناسبة يهدر وقته ووقت طلابه ولا يجني إلا القليل. وإعداد المعلم وتدريبه له مكانة هامة وخاصة، لا سيما معلم اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ لقلة المتخصصين في هذا الميدان؛ ذلك أنّ كثيرا من معلمي العربية لغير الناطقين بها هم من غير المتخصصين بعلم اللغة التطبيقي، ومن غير المدربين في هذا الميدان. وتأتي مسألة إعداد المعلم وتدريبه من أهمية المعلم نفسه ودوره في العملية التعليمية؛ إذ تشير الدراسات التربوية إلى أنّ دور المعلم – بشكل عام – يمثل 60 % من التأثير في تكوين الطالب، بينما تشترك بقية العناصر الأخرى في العملية التربوية بـ 40 % من التأثير. ومعلمو اللغة يحتاجون إلى متابعة الجديد في مجال تعليم اللغات (علم اللغة التطبيقي)، والدورات التدريبية التي تعقد تتيح لهم فرصة الاحتكاك بالخبرات في هذا المجال، ومناقشة ما يخص المهنة من الجانب النظري والتطبيقي ( وممارسة التدريس المصغر). ومن أجل ذلك، فإن برنامج "العربية للجميع" أخذ على عاتقه أن يعقد دورات لتدريب معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ للارتقاء بتعليم العربية لغير الناطقين بها. والتحاق المعلّم بهذه الدورات يكسبه المهارات اللازمة لتعليم العربية لغير الناطقين بها؛ حتى يخرّج طلاباً تعلموا العربية تعلّما صحيحا؛ فيقل الخطأ، ويسهل تعلّم اللغة، وتستوطن في البلاد، كما أن انتقال أثر التعلّم من المعلّم إلى المتعلّم يمثلّ نقطة إيجابية في مسيرة هذه الدورات، ذلك أن متعلّم اللغة سيعلّمها بالطريقة التي تعلمها بها. ومن هنا كانت مهمة هذه الدورات تدريب معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها في بلدانهم، والتواصل معهم لإطلاعهم على الجديد في مجال تعليم اللغات، وتقويم مسيرتهم التعليمية. ويشمل برنامج الدورة التدريبية لمعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها العديد من النقاط، من أهمها: ? الإعداد المسبق للمادة العلمية والمواقف المراد التدريب عليها، وتوزيعها على المتدربين في الوقت المناسب ( حقيبة تدريبية تعطى لكل متدرّب ) . ? إجراء الاختبار التأهيلي، قبل بدء الدورة للمتدربين؛ ليقاس مستوى المتدربين اللغوي ورفض من لا يسمح مستواه اللغوي بأن يلتحق بمثل هذه الدورة. ? تقديم دروس نموذجية تساعد المتدربين على السير على نهجها، ويعقبها نقاش لبيان إيجابيات المواقف وسلبياتها. ? إجراء الاختبارات النهائية لقياس مستوى المتدربين وتحصيلهم في الدورة. ? يُعد برنامج العربية للجميع استبانة يملؤها المتدربون وكذلك المشرفون عليهم، لبيان انطباعاتهم واقتراحاتهم، ومرئياتهم حول الدورة. ? يمنح من يجتاز الاختبار من المتدرّبين شهادة لحضور الدورة . ? يتم تدريب الدارسين في الدورة على طرق وأساليب تدريس كل عناصر اللغة ومهاراتها. إضافة إلى التدريب على كيفية إعداد المواد التعليمية والوسائل المساعدة. ? يقوم بتنفيذ الدورات أكاديميون متخصصون في هذا المجال. ? تركز الدورات على إعداد الدارسين مهنيا مع عدم إغفال الجانب العلمي، فهذه الدورات لا تقوم بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بل بتدريب من يعلم هذه اللغة. ? تقسّم الدورة تقريبا إلى ثلاثة جوانب: الجانب النظري، والجانب النظري التطبيقي ( دروس نموذجية، مشاهدة ومناقشة... )، والجانب التطبيقي ( دروس مصغّرة ومناقشة ). و مجموع ساعات الدورة ثلاثون ساعة